مراحل النوم عند الانسان

 


النوم هو حالة طبيعية من الاسترخاء عند الكائنات الحية، وتقل خلاله الحركات الارادية والشعور بما يحدث في المحيط، ولا يمكن اعتبار النوم فقدانا للوعي، بل تغيرا لحالة الوعي ولا تزال الأبحاث جارية عن الوظيفة الرئيسية للنوم الا أن هناك اعتقادا شائعا أن النوم ظاهرة طبيعية للإعادة تنظيم نشاط الدماغ والفعاليات الحيوية الأخرى في الكائنات الحية.

برغم أن الانسان يقضي حوالي ثلث حياته نائما، الا أن الأكثرية لا يعرفون الكثير عن النوم. هناك اعتقاد سائد بأن النوم عبارة عن خمول في وظائف الجسم الجسدية والعقلية، يحتاجه الانسان لتجديد نشاطه، الا أن الواقع المثبت علميا خلاف ذلك تماما، حيث أنه خلال النوم العديد من الأنشطة المعقدة على مستوي المخ والجسم بصفة عامة وليس كما يعتقد البعض، بل على العكس، فان بعض الوظائف تكون أنشط خلال النوم كما أن بعض الأمراض تحدث خلال النوم فقط وتختفي مع استيقاظ المريض. وتعتبر هذه المعلومات والحقائق العلمية حديثة في عمر الزمن.

التعريف العلمي للنوم؟

ان تعريف العلمي للنوم يجب أن يعكس المعايير الأربعة الرئيسية التي تميز النوم وهي

الحركة الضئيلة: الحركات الضخمة مثل المشي والكلام والكتابة عادة تمنع حكم النوم، ولا تحدث خلاله بشكل غير مرضي.

2ـ نمطية الموقف: مثلا في العادة، ينبطح الانسان على الأرض عندما ينام (مع استثناءات نادرة)، وعليه من الممكن القول أن الانسان وهو يقف مقلوبا علي يديه لا يمكن أن يكون نائما.

3ـ ردود منخفضة على المؤثرات: الانسان لا يستجيب على الأصوات المنخفضة الحدة وهو نائم.

4ـ الانعكاسية: النائم يستطيع أن يستيقظ من النوم، مما يميز النوم عن الغيبوبة أو الوفاة.

تشكل هذه المعايير السلوكية تعريف النوم الذي يتطابق مع مفهوم الفرد العادي للنوم. الا أن العلم يعرف النوم ببعض المقاييس الفسيولوجية والمرتبطة بصورة وثيقة بعملية النوم. هذه المقاييس الفسيولوجية تستمد قيمتها من ارتباطاتها السلوكية بالنوم، وهي تقدم معلومات عن أنواع ومراحل النوم والتي لا يمكن ملاحظتها ضمن المظاهر السلوكية للنائم بوضوح.

النوم ليس فقدانا للوعي أو غيبوبة وانما حالة خاصة يمر بها الانسان، وتتم خلالها أنشطة معينة. عندما يكون الانسان مستيقظا فان المخ يكون لديه نشاطا كهربائيا معينا، ومع حلول النوم يبدأ هذا النشاط بالتغير ودراسة النوم تساعدنا على تحديد ذلك تحديدا دقيقا. فالنائم يمر خلال نومه بعدة مراحل من النوم لكل منها دورها. فهناك المرحلة الأولي والثانية، ويكون النوم خلالهما خفيفا ويبدان مع بداية النوم. بعد ذلك تبدأ المرحلة الثالثة والرابعة، أو ما يعرف بالنوم العميق، وهاتان المرحلتين مهمتان لاستعادة الجسم نشاطه، ونقص هاتين المرحلتين من النوم ينتج عنه النوم الخفيف غير المريح والتعب والاجهاد خلال النهار. وبعد حوالي التسعين دقيقة تبدأ مرحلة الاحلام خلال هذه المرحلة حركة العين السريعة، وتحدث الأحلام خلال هذه المرحلة، وهذه المرحلة مهمة لاستعادة الذهن نشاطه. والمرور بجميع مراحل النوم يعرف بدورة النوم كاملة. وخلال نوم الانسان الطبيعي (6ـ8 ساعات) يمر الانسان بحوالي 4ـ6 دورات نوم كاملة.

مراحل النوم عند الانسان: 


أثناء النوم يمر الانسان بسلسة من المراحل المختلفة والنشاط الذي في الدماغ هو الذي يحدد نوع مرحلة النوم المختلفة.

خلال خمسينيات القرن الماضي استخدم طالب في الدراسات العليا يدعي يوجين أسيرينسكي أداة تدعي تخطيط كهربائية الدماغ وهو الذي ساعد العلماء في دراسة طرق النوم المختلفة.

هناك نوعان رئيسيان من النوم هي:

1ـ حركة العين غير السريعة (non rapid eye movement - nrem) وتعرف أيضا باسم النوم الهادئ.

2ـ حركة العين السريعة (rapid eye movement - rem) وتعرف أيضا باسم النوم النشط أو النوم المتناقض.

 

 

ماذا يحدث في مرحلة حركة العين غير السريعة (NREM).

هناك ثلاث مراحل من حركة العين غير السريعة حيث يمكن أن تستمر كل مرحلة من 5 الي 15 دقيقة تمر خلالها قبل الوصول الي النوم العميق.

 

ـ المرحلة الأولي: تكون العينين مغلقة ولكن من السهل ايقاظه وتستمر هذه المرحلة من 5 الي 15 دقيقة.

وتسمي هذه المرحلة في كثير من الأحيان بالقيلولة الخفيفة.

 

ـ المرحلة الثانية: مرحلة النوم الخفيف حيث يقل وعي الشخص بمن حولة يتباطأ معدل ضربات القلب وتنخفض درجة حرارة الجسم ويستعد الجسم للنوم العميق، تستمر هذه المرحلة لمدة 20 دقيقة.

 

ـ المرحلة الثالثة: وهي مرحلة النوم العميق حيث ترتخي العضلات ويهبط ضغط الدم ومعدل التنفس، ويكون من الصعب ايقاظ الشخص النائم.

تم تقسيم هذه المرحلة سابقا الي المرحلتين الثالثة والرابعة حيث تبدأ موجات الدماغ العميقة البطيئة المعروفة باسم موجات دلتا في الظهور في مرحلة النوم العميق حيث تسمي هذه المرحلة أحيانا باسم نوم دلتا.

 

 

ماذا يحدث في مرحلة حركة العين السريعة (REM).

هي مرحلة النوم النشطة حيث يرافقها نشاط مكثف للدماغ، ويمتاز بسرعة موجات الدماغ وعدم تزامنها كما يحدث في حالة اليقظة. تبدأ هذه المرحلة بعد 90 دقيقة من النوم ويمر به الشخص البالغ حوالي خمس أو ست مرات خلال دورات النوم كل ليلة.

حيث يصبح التنفس أسرع وأكثر انتظاما وتتحرك العيون بسرعة في اتجاهات مختلفة وتصبح عضلات الأطراف مشلولة مؤقتا ويزيد معدل ضربات القلب ويرتفع ضغط الدم، وهي المرحلة التي تحدث بها معظم الاحلام.

يمكن للأطفال قضاء ما يقارب نصف نومهم في هذه مرحلة مقارنة بحوالي 20% فقط من البالغين.

 

النوم لدي الانسان:


نادرا ما يدرس العلماء النوم بمراقبة تصرفات النائم. وأحد أسباب ذلك هو أن اختبار عتبة الاستجابة سوف يعطل حالة النوم التي يتم دراستها وينقل الفرد الي حالة الاستيقاظ. سبب اخر هو أن مراقبة السلوك وتسجيل الملاحظات بصورة مستمرة طوال فترة النوم هي عملية مرهقة للغاية وتستغرق وقتا طويلا

يمكن في العادة استعمال ثلاث مقاييس لتعريف النوم الفيسيولوجي ومراحل النوم الفسيولوجي المختلفة وهذه هي:

ـ تخطيط أمواج الدماغ ، والمعروف باسم موجات الدماغ. اكتشف الطبيب النفسي السويسري هانس بيرغر التخطيط الدماغي في عام 1929، حيث اكتشف حدوث تغييرات طفيفة في الجهد الكهربائي بين قطع معدنية صغيرة ( أقطاب "الكترودز") عند وصلها بفروة الرأس. ولقياس هذه التغيرات الجهدية، فقد قام بتضخيم مقدار هذه التغيرات لدراسة ترددها، ومقدراها (جزء من مليون من الفولت).

ان الأسس الفسيولوجي للاختلافات في الجهد الكهربائي ليست معروفة من ناحية علمية بصورة كاملة، الا أنه يعتقد أنها نابغة أساسا من تغيرات في التيار الكهربائي في أغشية الخلايا العصبية.

ـ ايليكتروكولوغرام وهي مقياس لحركات العين التقليدية وتختصر ب"EOG". فمتله العين كالبطارية الصغيرة، تكون شبكية العين سلبية بالنسبة الي القرنية. عند وضع القطب الكهربائي على الجلد قرب العين سيسجل تغيير الفولتية ضمن العين عندما تدور وتتحرك.

ـ اليكتروميوغرام وتختصر "EMG"، وهو سجل للنشاط الكهربائي المنبثق من نشاط العضلات النشطة. ويمكن تسجيلها من خلال وضع الأقطاب علي سطح الجلد مقابل العضلات. في الانسان، توضع الأقطاب في العادة أسفل الذقن، لأن العضلات في هذه المنطقة تظهر تغيرات كبيرة جدا مرتبطة بمراحل النوم المختلفة.

 


عدد ساعات النوم التي نحتاجها

يتفاوت عدد ساعات النوم يحتاجها الانسان الطبيعي تفاوتا كبيرا من شخص الي أخر. ولكن المؤكد أن عدد الساعات التي يحتاجها نفس الشخص تكون ثابتة دائما. فبالرغم من أن الانسان قد ينام في احدي الليالي أكثر من ليلة أخري، الا أن عدد الساعات التي ينامها الشخص خلال أسبوع أو شهر تكون عادة ثانية.

يعتقد كثير من الناس أن عدد ساعات النوم اللازمة يوميا هو ثمان ساعات. وهذا الرقم هو متوسط عدد الساعات لدي أغلب الناس، فنوم الانسان يتراوح بين أقل من ثلاث ساعات لدي البعض الي أكثر من 10 ساعات لدي البعض الأخر.

وفي دراسة للمركز الوطني للإحصاءات الصحية بالولايات المتحدة الامريكية، وجد أن اثنين من كل عشرة أشخاص ينامون أقل من 6 ساعات في الليلة، وواحد من كل عشرة ينام 9 ساعات أو أكثر في الليلة. ويدعي الأشخاص الذين ينامون أقل من 6 ساعات بأصحاب النوم القصير، والذين ينامون أكثر من 9 ساعات بأصحاب النوم الطويل، ولكنهم طبيعيون. فنابليون وأديسون كانا من أصحاب النوم القصير. في حين أن العالم اّينشتاين كان من أصحاب النوم الطويل بمعني أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها اذا كان طبيعيا ولا يعاني من أحد أمراض النوم لا تؤثر علي إنتاجيه وابداعه.

وخلاصة القول أن عدد ساعات النوم التي يحتاجها الانسان تختلف من شخص الي أخر، فالكثير يعتقدون بأنهم يحتاجون الي 8 ساعات نوم يوميا. وأنه كلما زادوا من ساعات النوم كلما كان صحيا أكثر، وهذا اعتقاد خاطئ. فعلي سبيل المثال اذا كنت تنام لمدة خمس ساعات فقط بالليل وتشعر بالنشاط في اليوم التالي فانك لا تعاني من مشاكل ونقص النوم.

اّثار الحرمان من النوم

احمرار في العينين وبروزها للأمام وكذلك شحوب في الوجه.

عدم القدرة علي الربط بين الأشياء أثناء الحديث أقرب ما يكون للهذيان، الخمول والضحك بدون سبب وكذلك الثوران لأتفه الأسباب. الأولي عدم القدرة في الدخول في النوم وعندما يدخل في النوم يمكن في حالتين: النوم بواسطة منومات طبية أو السقوط والغياب عن الوعي وعندها ينام الانسان بأي وضع وفي أي مكان. بالإضافة الى اّلام في الرأس.